حول أخذ الحِيْطَةِ عندَ (الابتداء) بالاستعاذةِ ووصلِها بوسطِ السورة
كاتب الموضوع
رسالة
الملواني المدير العام
عدد الرسائل : 2971 البلد : كفر الدوار الوظيفه : المدير العام السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
موضوع: حول أخذ الحِيْطَةِ عندَ (الابتداء) بالاستعاذةِ ووصلِها بوسطِ السورة الثلاثاء أكتوبر 12, 2010 4:56 pm
حول أخذ الحِيْطَةِ عندَ الابتداء بالاستعاذةِ ووصلِها بوسطِ السورة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على الحبيب البشير النذير الذي لا نبي بعده. أما بعد:
فقد كرم الله الإنسان بالعقل، وجعله مناط تكليفه، وأمره بإعماله في كونِهِ بالإعمارِ والاعتبار والادكار، ولم يزل ديننا الحنيف يأمرنا أن نعقل ونتدبر، ومن مقتضيات العقل أن يتدبر قارئ القرآن الكريم وتاليه فيما يتلو، ومن العار والشَّيْنِ أن يَبدُر من قارئ عربيٍّ عاقل وقف أو ابتداءٌ سيئٌ يوهمُ السوء أو يورِدُه على رب العزة جل وعلا!
ومعاً نُعمِلُ النظر فيما قرره علماءُ التجويد من جواز وصل الاستعاذة في أول القراءة بالبسملة بوسط السورة، حتى في وَسَطِ سورةِ براءةَ على أحدِ قولَي أهلِ العلمِ، أو وصل الاستعاذة مباشرة بوسط السورة دون بسملة، إذ يتحصَّلُ من ذلك أن وسط السورة قد يتصل بالاستعاذة مباشرةً، وقد يتصلُ بالبسملة مباشرة (ولها موضوعٌ آخر إن شاء الله)، فما محاذيرُ ذلك؟
إذ استعاذ القارئ في بداية قراءته ووصلها بوسطِ السورة دونَ بسملةٍ لَزِمَهُ الفِطنةُ والنظرُ إلى ما يَحسُنُ وصلهُ بالاستعاذةِ من الآيات وما يقبُحُ، وذلك في مثل الحالاتِ والمواضع التالية، إذ يقعُ فيها الوهمُ أن ما بعدها متعلقٌ بما يستعاذُ بالله منه فهو رديفُ الشيطان، عياذاً بالله:
· أولها: وَصْلُ الاستعاذةِ بوسطِ السورةِ بحيثُ تبدأُ الآيةُ بلفظِ الجلالةِ أو باسمِ نبيٍ أو صالحٍ في موضعِ جرٍّ مثلاً، فإنه يُوهِمُ أنه معطوف على الشيطان الرجيم، وهو من الذَّمِّ بمكانٍ.
وأمثلته كثيرة، فمما وقع فيه لفظ الجلالة مجروراً قوله تعالى وعز "اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ" (إبراهيم 2)، وتخيل قارئاً يصلُ الاستعاذةَ بالآية السابقة أو اللاحقة في قوله تعالى "ربِّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين"(الدخان 7)، ووقع اسم نبي في قوله تعالى "وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى" (النجم 37)، وعلى شاكلة ذلك وصلها بقوله "وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ" (الأنعام87).
· ثانيها: وَصْلُ الاستعاذة ببعض أدواتِ الصلة (الذي والتي والذين) خصوصاً تلك التي يكون موصولها من أهل الإيمان:
في مثل قوله تعالى "وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (الأنعام 87) وقوله تعالى"وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ" (الأعراف 159) ومما وقع من ذلك في التوبة تحديداً قوله تعالى "ومِنَ الأعراب من يؤمن بالله" (التوبة 99).
· رابعها: وصل الاستعاذة بالضمير المنفصل (هوَ) في مثل قوله تعالى:
· خامسها: وصلها بمثل هذه الآيات أيضاً، وكلهُ مما يُعرف بالنظر وإعمال العقل، وليس الغرضُ التقعيدُ، بقدر ما هو التنبيه إلى خطورة معنى الوصل فيها، وضرورة النظر إلى معنى ما نتلوه حتى لا نسيئ إلى كلامِ ربنا من حيثُ لا نشعر: