الملواني المدير العام
عدد الرسائل : 2971 البلد : كفر الدوار الوظيفه : المدير العام السٌّمعَة : 7 تاريخ التسجيل : 13/09/2008
| موضوع: لماذا أتى السّمْع مفرداً والأَبْصار جَمْعاً في القرآن الأحد أكتوبر 10, 2010 8:15 pm | |
| السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته
لِمَاذَا أَتَى السَّمْع مُفْرَداً وَالأَبْصَار جَمْعاً فِيالقُرْآن ؟
الشيخ عصام بن صالح العويد -حفظه الله تعالى-
السؤال: أسأل عن الآية:{ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ....}، كلمة السمعمفردة مع أننا نسمع بأذنين اثنتين، كلمتا الأبصار ( وكذلك الأفئدة، في آيات )آخرى جمع مع أننا نرى بعينين اثنتين ؟
الإجابة:
بدءاً ؛
أشكرك على هذا السؤال الجميل، والآية في سورةيونس (31): {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُالسَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُالْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْأَفَلاَ تَتَّقُونَ}...
أما الجواب: فلأمرين اثنين:
الأول: لأن السمع لا يمكن أن يدرك عدداً من المسموعات ـ إدراكاً معه فهم وضبط ـ في وقتواحد أبداً، فلا يمكن للسمع أن يسمع كلمتين في وقت واحد ويفهمهم اجميعاً فهماًواضحاً كما هو معلوم ظاهر، ومن أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتينوليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً.
أما البصر؛ فيمكنأن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتينفي الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء.
أما الفؤاد ـ وهو العقل القلبيالذي له ارتباط بالعقل في الدماغ ـ؛ فكذلك أيضاً، بدليل أن الإنسان يؤدي عدداًمن الأعمال في وقت واحد، فيتكلم ويتحرك وينظر ويسمع ونحو ذلك في وقت واحد دونتداخل، فسبحان من أتقن كل شيء خلقه تعالى. ولعل هذا كاف في إيضاح الفارقبينهما، ولمن أراد التوسع أذكر الأمر الثاني.
الثاني ـ من جهةاللغة ـ: فلأن السمع مصدر، والمصدر لا يجمع، أما الأبصار والأفئدة فأسماءمجموعة، ولعل هذا التغاير بينهما من جهة اللغة في التعبير عن السمع بالمصدر وعنالبصر والفؤاد بالاسم؛ إشارة إلى التغاير بينهما من جهة الخلق، فإن حاسة البصروالفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان، فهو يبصر ويفكر بما شاء دون إجبار فيالأحوال الاعتيادية، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا ويترك التفكير في ذاكغالباً.
أما السمع فهي حاسة لا إرادية، فالإنسان لا يستطيع أن يُصِّمسمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لااختياراً، والله أعلم.
| |
|