في القرآن الكريم مصطلحات تفيد معنى الحاجة والفاقة والفقر، وهي وإن كانت مصطلحات مترادفة، إلا أن بينها بعض الفروق الدلالية وهذه المصطلحات هـي
الخصاصة، العيلة,الإملاق .
أولاً: مصطلح الخصاصة
ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في آية واحدة{ ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } (الحشر:9) والأصل اللغوي للخصاصة هو: الفُرجة بين الأصابع؛ والخصاصة وخصاصة البيت: هي الفروج التي تكون فيه، والخصاصة: الخلل والثقب الصغير؛ ثم أطلقت الخَصَاصة على الفقر، والحاجة إلى الشيء، وسوء الحال، وفي حديث فضالة رضي الله عنه، أنه صلى الله عليه وسلم: ( كان إذا صلى بأناس يخر رجال من قامتهم في الصلاة من الخصاصة ) رواه الترمذي أي: يخرون على الأرض من الجوع، وسوء الحال.
ثانيًا: مصطلح العَيْلَة
ورد هذا المصطلح في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع، الأول: عند ذكره سبحانه الاقتصار على زوجة واحدة حال الخوف من عدم العدل بين الزوجات قال تعالى: { فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } (النساء:3) والثاني: قوله تعالى في سياق خطاب المؤمنين: { وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله } (التوبة:28) والموضع الثالث: قوله سبحانه مخاطبًا نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم: { ووجدك عائلاً فأغنى } (الضحى: . والعَيْلَة - بالفتح - والعالة: الفقر والفاقة؛ يقال: عال الرجل يعيل، إذا افتقر؛ وقرأ علقمة وغيره: { عائلة } وحكى الطبري أنه يقال: عال يعول، إذا افتقر ؛ وفي الحديث، قوله صلى الله عليه وسلم: ( أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالة يتكففون الناس ) متفق عليه، أي: فقراء يسألون الناس .
ثالثاً: مصطلح الإملاق
الإملاق في اللغة: الافتقار، يقال: أملق الرجل فهو مُمْلِق؛ وأصل الإملاق الإنفاق، يقال: أملق ما معه إملاقًا، ومَلَقَه ملقًا: إذا أخرجه من يده، ولم يحبسه وفي حديث عائشة رضي الله عنها، في وصف أبيها رضي الله عنه:( ويريش مملقها ) رواه الطبراني أي: يغني فقيرها؛ والإملاق:كثرة إنفاق المال وتبذيره، حتى يورث حاجة؛ وفي الحديث أن امرأة سألت ابن عباس رضي الله عنهما، قالت: أأنفق من مالي ما شئتُ؟ فقال: نعم، أملقي من مالك ما شئتِ؛ وقوله تعالى: { خشية إملاق } (الإسراء:31) أي: خشية الفقر والحاجة .
وهناك مصطلحات أخرى وثيقة الصلة بالمصطلحات السابقة وهي: المسغبة ،المخمصة ،المسكنة . إلا أن هذه المصطلحات الثلاث :الخصاصة والعيلة والإملاق تدل بشكل أساس على معنى الحاجة والفقر والفاقة،