دينى دنيتى عضو متألق
عدد الرسائل : 76 العمر : 38 البلد : اليمن الوظيفه : موظفه المزاج : هادئ السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/04/2010
| موضوع: طبقة النهار الرقيقة الخميس نوفمبر 04, 2010 8:00 pm | |
| الإعجاز في النهار يجلي الليل (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاهَا)
كيف يمكن أن نتخيل أن النهار هو الذي يجلّي الشمس ؟ من خلال سلسلة من الصور نرى كيف تتجلى وتتضح هذه الشمس لنا ، وسبب ذلك طبقة النهار وهي جزء من الغلاف الجوي .... في زمن نزول القرآن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن طبقة النهار الرقيقة التي تحيط بالأرض وبسببها نرى زرقة السماء ونرى الشمس بازغة ، ونرى ضوء النهار ؛ (وهذه الطبقة هي جزء من الغلاف الجوي للأرض) وعندما تشرق الشمس فإن طبقة النهار هي التي توضّح لنا هذه الشمس وتجلِّيها . فهذه هي الشمس كما تبدو من خارج الأرض يغشاها الظلام من كل جانب :
ولكن إذا وقفنا على سطح القمر ماذا نرى ؟ إننا نرى الشمس مثل نجم صغير ، حتى لو كان الوقت منتصف النهار ! فعندما تشرق الشمس نراها كنجم صغير وذلك لأن القمر ليس له غلاف جوي ، أي لا توجد طبقة نهار تحيط به . ولذلك فإن الشمس لا تتجلى على سطح القمر أو على بقية الكواكب :
ولكن عندما نقترب من الأرض نرى الغلاف الجوي الرقيق والذي يظهر مع شروق الشمس :
هذا الغلاف يُظهر الشمس ويوضحها كلما ارتفعت الشمس وأشرقت :
وهنا تبدأ الشمس بالوضوح ، والسبب هو ذرات الغلاف الجوي التي تعكس أشعة الشمس فنرى الشمس بهذا الشكل الرائع :
وأخيراً تأملوا معي كيف ظهرت وتجلَّت الشمس بوضوح وكل هذا بسبب طبقة النهار الرقيقة جداً :
وتبارك الذي أقسم بهذه الظاهرة الرائعة فقال : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴿٣﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴿٤﴾وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا﴿٥﴾} الشمس وسبحان الذي وصف لنا هذه الظاهرة قبل أن تصورها أجهزة العلماء بأربعة عشر قرناً !!
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا} ومعنى (جلَّى) في اللغة : وضَّح وأظهر ، ونلاحظ كيف أن ضوء الشمس أو النهار يظهر هذه الشمس ويوضحها لنا في مشهد بديع ، فتبارك الله أحسن الخالقين !
من أقوال المفسرين :
ذكر ابن كثير : قال مجاهد : (والصواب هو أنارها) , وقال قتادة: إذا غشيها النهار, وتأول بعضهم ذلك بمعني : والنهار إذا جلا الظلمة لدلالة الكلام عليها . (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا)
(وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا) فكان أجود وأقوي , والله أعلم. ولهذا قال مجاهد : (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) إنه كقوله تعالى : (وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّىٰ) الليل ﴿٢﴾ ,
وجاء في الجلالين ما نصه : (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) بارتفاعه ( أي : ظهرت فيه). وذكر صاحب الظلال مانصه : ويقسم بالنهار إذا جلاها .. مما يوحي بأن المقصود بالضحى هو الفترة الخاصة لا كل النهار.. والضمير في (جَلَّاهَا) .. الظاهر أنه يعود إلي الشمس المذكورة في السياق .. ولكن الإيحاء القرآني يشي بأنه ضمير هذه البسيطة . وللأسلوب القرآني إيحاءات جانبية كهذه مضمرة في السياق لأنها معهودة في الحس البشري يستدعيها التعبير استدعاء خفيا . فالنهار يجلي البسيطة ويكشفها . وللنهار في حياة الإنسان آثاره التي يعلمها . وقد ينسي الإنسان بطول التكرار جمال النهار وأثره . فهذه اللمسة السريعة في مثل هذا السياق توقظه وتبعثه للتأمل في هذه الظاهرة الكبرى .
أي جلي الشمس وأظهرها , فإنها تتجلي إذا انبسط النهار ومضت منه مدة, وهو وقت الضحى والضحاء . وقيل : جلي الدنيا , أي وجه الأرض وما عليه . وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم : وبالنهار إذا أظهر الشمس واضحة غير محجوبة .
وقال ابن كثير : إذا جلا البسيطة وأضاء الكون بنوره .
النهار في القرآن الكريم
ورد ذكر النهار في مقابلة الليل في القرآن الكريم سبعا وخمسين (57) مرة , منها أربع وخمسون (54) مرة بلفظ النهار , وثلاث (3) مرات بلفظ نهارا , كذلك وردت ألفاظ الصبح والإصباح , وبكرة , والفلق والضحى ومشتقاتها بمدلول النهار أو بمدلول أجزاء منه في آيات أخري كثيرة , أي البسيطة لكان أولي, ولصح تأويله في قوله تعالى : وأما ابن جرير فاختار عود الضمير في ذلك كله علي الشمس لجريان ذكرها ,... وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن : (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) وجاء في صفوة التفاسير : (وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا) أي وأقسم بالنهار إذا جلا ظلمة الأرض بضيائه وكشفها بنوره , كما وردت كلمة اليوم أحيانا بمعني النهار .
الدلالة العلمية للآية الكريمة
في الآيات الأربع الأولي من سورة الشمس يقول ربنا تبارك وتعالى : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا ﴿١﴾وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا ﴿٢﴾وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا﴿٣﴾وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا﴿٤﴾} وضمير الغائب في هذه الآيات يعود علي الشمس كما هو واضح من سياق السورة الكريمة , ومن قواعد اللغة العربية , ومن شروح المفسرين الذين لم تختلف شروحهم إلا في تفسير قول الله تعالى : وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا فأعادوا ضمير الغائب هنا مرة إلي الشمس , ومرة إلي الظلمة , وثالثة إلي البسيطة أي الأرض , وذلك لأن الناس قد درجوا عبر التاريخ علي فهم أن طلوع الشمس هو الذي يجلي ظلمة الليل وينير وضح النهار . فكيف يمكن أن يكون النهار هو الذي يجلي الشمس ؟ ولكن في مطلع الستينيات من القرن العشرين بدأ نشاط ريادة الفضاء , وفوجيء هؤلاء الرواد بحقيقة مذهلة مؤداها أن الكون يغشاه الظلام الدامس في غالبية أجزائه , الشمس ,
وأنه بمجرد تجاوز تلك الطبقة الرقيقة من نور النهار تبدو الشمس قرصا أزرق باهتا في صفحة سوداء حالكة السواد , وكذلك تتضح مواقع النجوم بنقاط زرقاء باهتة لا تكاد تري .
| |
|