عدد الرسائل : 76 العمر : 38 البلد : اليمن الوظيفه : موظفه المزاج : هادئ السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/04/2010
موضوع: بعض اّيات الله فى النمل الخميس نوفمبر 04, 2010 7:57 pm
بعض آيات الله في النمل
التضحية في مستعمرة النمل :
1. من أهم المعالم الميزة لمستعمرة النمل المشاركة في الغذاء : فإذا تقابلت نملتان وكانت إحداها جائعة أو عطشى والأخرى تملك شيئا في بلعومها لم يمضغ بعد فان الجائعة تطلب شيئا من الأخرى التي لا ترد الطلب أبدا وتشاركها في الأكل والشرب . وتقوم النملات العاملات بتغذية اليرقات بالغذاء الموجود في بلعومها وفي أغلب الأحيان تكون كريمة مع غيرها وبخيلة مع نفسها يشأن الغذاء .
2. هناك توزيع في أداء الواجبات ضمن المستعمرة الواحدة : وكل نملة تؤدي ما عليها من واجب بكل تفاني وإخلاص . وإحدى هذه النملات هي البوابة أو حارسة الباب . وهي المسئولة عن السماح بدخول النمل من أبناء المستعمرة فقط ولا يسمح للغرباء بالدخول أبدا وتكون رؤوس هذه الحارسات بحجم بوابة المستعمرة فتستطيع أن تسد هذه البوابة برأسها . وتظل الحارسات طيلة اليوم يقمن بواجبهن وهو حراسة مدخل المستعمرة لذلك فان أول من يجابه الخطر هؤلاء الحارسات .
3. لا تكتفي النملات بمشاركة أخواتها بالطعام الذي تحمله في معدتها : بل تقوم بتنبيه الباقيات إلى وجد طعام أو كلأ في مكامن ما صادفته وهذا السلوك لا يحمل في طياته أي معنى للأنانية . وأول نملة تكشف الغذاء تقوم بملء بلعومها منه ثم تعود إلى المستعمرة . وفي طريق العودة تقوم بلمس الأرض بطرف بطنها تاركة مادة كيماوية معينة ؛ ولا تكتفي بذلك بل تتجول في أنحاء المستعمرة بسرعة ملحوظة ثلاث أو ستة مرات ؛ وهذه الجولة تكفي لإخبار باقي أفراد المستعمرة بالكنز الذي وجدته . وعند عودة النملة المكتشفة إلى مصدر الغذاء يتبعها طابور طويل من أفراد المستعمرة .
4. هناك نوع من النمل يدعى نمل العسل : وسبب هذه التسمية أنها تتغذى على فضلات بعض الحشرات المتطفلة على الأوراق النباتية ؛ وتكون فضلات هذه الحشرات غنية بالمواد السكرية . وتحمل هذه النملات ما مصته من فضلات سكرية إلى مستعمرتها وتخزنها في أسلوب عجيب وغريب . لان البعض من هذه النملات العاملات يستخدم جسمه كمخزن للماد السكرية . وتقوم العاملات اللاتي حملن المواد السكرية بتفريغ حمولتهن داخل أفواه العاملات أو-المخازن الحية- والتي بدورها تملأ الأجزاء السفلية من بطونها بهذا السكر حتى تنتفخ بطونها ويصبح حجمها في بعض الأحيان بحجم حبة العنب . ويوجد من هذه العاملات في كل غرفة من غرف الخلية عددا منهن يتراوح بين 25و30نملة ملتصقات بواسطة سيقانهن بسقف الغرفة في وضع مقلوب . ولو تعرضت إحداهن للسقوط تسارع العاملات الأخريات إلى إلصاقها من جديد . والمحلول السكري الذي تحمله كل نملة يكون أثقل بثماني مرات من وزن النملة نفسها .
وفي موسم الجفاف أو الشتاء تقوم باقي النملات بزيارة هذه المخازن الحية لأخذ احتياجاتها من الغذاء - السكر - اليومي . حيث تلصق النملة الجائعة فمها بفم النملة المنتفخة وعندئذ تقوم الأخيرة بتقليص بطنها لإخراج قطرة واحدة إلى فم أختها . ومن المستحيل أن يقوم النمل بتطوير هذه المخازن وابتكارها بهذه الطريقة العجيبة ومن تلقاء نفسها . وإضافة إلى ذلك التفاني والتضحية التي تتسم بها النملة المنتفخة حيث تحمل ما هو أكبر من وزنها ثماني مرات فضلاً عن بقائها ملتصقة وبالمقلوب مدة طويلة جدا ودون مقابل ؛ وان هذا الأسلوب المبتكر وفقا لبنية تلك النملة ليس من الصدفة وحدها ؛ لأن هناك نمل متطوع أن يصبح مخزناً حياً في كل جيل جديد وطيلة أجيال سابقة ولاحقة بلا شك أن سلوكها هذا من تأثير الإلهام الإلهي الذي خلقهن وسواهن عز وجل .
5. هناك أسلوب للدفاع عن المستعمرة : يتبعه النمل الأبيض في الدفاع عن مستعمرته التضحية بنفسه في سبيل الحفاظ على سلامتها وإلحاق الخسائر بالأعداء ، إلا أن تطبيق هذه الخطط الفدائية يختلف من نوع إلى آخر .
على سبيل المثال : تبدوا خطة النمل الأبيض الذي يعيش في الغابات الاستوائية في ماليزيا مثيرة بشكل خاص . حيث تظهر هذه الحشرات وكأنها " قنابل تسير على الأرض " حسب بنيتها وسلوكها ، فهي تحمل كيساً خاصاً داخل جسمها يحتوي على مركب كيميائي يجعل عدوها عاجزاً عند تعرضه إلى هجوم من قبل الأعداء ؛ وعندما يحكم العدو قبضته يقوم النمل الأبيض بتقليص عضلات بطنه ويعصر الأنسجة اللمفاوية ؛ مما يؤدي إلى تبليل العدو بسائل أصفر سميك سام ، ينهج النمل الأبيض في جنوب إفريقيا وجنوب أمريكا نهجاً مشابهاً ، ويعتبر هذا الهجوم فدائياً ، لأن النملة البيضاء بسلوكها هذا تتسبب بأضرار بالغة لأجهزتها الداخلية مما يؤدي إلى موتها بعد ذلك بفترة وجيزة ، وإذا كانت المعركة حامية الوطيس ، يتدخل حتى العمال لمساعدة الجنود .
يدحض التعاون بين أفراد النمل لتحقيق غاية واحدة والتضحية لدى النمل الأبيض المزاعم الداروينية التي تقول : " كل مخلوق يعيش لمتعته الخاصة " علاوة على أن هذه الأمثلة تعطينا فكرة عن مخلوقات تتحرك بغريزة مدهشة ، فلماذا ترغب النملة البيضاء مثلاً أن تكون جندياً ؟ ولو كان لها الخيار فماذا تختار أن تكون الأثقل وتتحمل مهمة التضحية بالنفس دون غيرها ؟ لو كان لها أن تختار لاختارت أسهل المهام وأقلها تكليفاً . لو سلمنا جدالاً أنها اختارت أن تضحي بنفسها في الدفاع عن المستعمرة ، فيبقى من المستحيل أن تورث هذا السلوك الفدائي إلى الأجيال من بعدها بإرادتها عن طريق الجينات التي تحملها . النمل الأبيض العامل أعمى ولا يمكن أن ينتج أي أجيال لاحقة بإرادته .
خالق النمل الأبيض فقط هو من يستطيع أن يصمم حياة متقنة ومتوازنة في هذه المستعمرة ، ويشكل فرقاً ذات مسؤوليات محددة .
إن النمل الأبيض يقوم بالواجبات التي أوحى بها الله إليه بجد واجتهاد . يقول تعالى في القرآن الكريم : (ما مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (هود: من الآية56).
أنظمة منع التخثر :
* يستخدم النمل الأبيض أنظمة خاصة موجودة داخل جسمه في توظيف التضحيات الفطرية والدفاعية المتوارثة . على سبيل المثال : تقوم بعض الأنواع ببخ مواد كيميائية سامة داخل الجروح التي تصيب بها أعداءها عندما تعضها . بينما تطبق أنواع أخرى آلية "الفرشاة" حيث تضع السم على جسم المهاجم وتدعكه مستخدمة ً الشفة العليا كفرشاة .
* تقع مسؤولية الدفاع عن العش عند النمل الأبيض على عاتق الإناث ، تكون هذه الإناث عمياء وهي جنود صغيرة نسبياً ، أما الحراس الملكيون ـ وعادةً يكونون أكبر حجماً ـ فيقومون بالاعتناء باليرقات والزوج الملكي ، ويمنعون أي دخيل من دخول الخلية الملكية . في حين يساعد الجنود الصغار العمال في جمع الطعام وترتيب العش .
* خُلق الحرس الملكي للقتال ، إذ يمتلك أفراده رؤرساً تشبه التروس ، وفكوكاً حادة كالشفرة مجهزة للدفاع . يوجد سائل في جسم الحارس يحتل 10% من وزنه ، ويتكون هذا السائل من سلسلة كربوهيدراتية مفتوحة يخزن هذا السائل في أكياس يحملها الحارس في مقدمة جسمه ، يقوم الحرس الملكي بحقن هذا السائل داخل جروح الأعداء التي سببوها لهم باستخدام فكوكهم .
* ما هو تأثير هذا السائل على العدو ؟ صعق العلماء عندما عرفوا الإجابة على هذا السؤال . لم يكن هذا السائل سوى مانع لتخثر الدم . يوجد سائل في أجسام النمل يطلق عليه : "Haemolymph" يعمل عمل الدم ، عندما تُجرح النملة ، تبدأ مادة كيميائية جديدة بالعمل على تخير الدم ليشفى الجرح . السائل الذي يفرزه النمل الأبيض يعطل عمل هذه المادة المخثرة .
* إن وجود نظام لإفراز مواد مانعة للتخثر داخل هذه المخلوقات الصغيرة أمر معجز بحد ذاته . ولا يقتصر الإعجاز في النمل الأبيض على إفرازه هذه المادة المانعة للتخثر ، بل يتعداه إلى الأعضاء التي تنتجه بهذه الصورة الفعالة . بالتأكيد تناسق كهذا لا يمكن أن يفسر بطريقة المصادفة ، فالنمل الأبيض بالتأكيد ليس عالماً كيميائياً يفهم آلية تخثر الدم عند النمل ، ويقوم بناءً على ذلك بإعداد المادة المعطلة لهذا النظام ، هذا دليل آخر لا يرقى إليه الشك في أن هذه المخلوقات خلقها الله الواحد الأحد .
* أحيانا يكون الهجوم على العدو والتضحية حتى الموت وتوجد أشكال عديدة لهذا الهجوم الانتحاري . منها الأسلوب الذي يتبعه النمل الذي يعيش في الغابات المطرية في ماليزيا فجسم هذا النوع من النمل يتميز بوجود غدة سمية تمتد من رأس النمل حتى مؤخرة جسمه. وان حدث أن حوصرت النملة من كل جهة تقوم بتقليص عضلات بطنها بشدة تكفي لتفجير هذه الغدة بما فيها من السم بوجه أعدائها ولكن النتيجة موتها بالطبع .
* يقدم ذكر النمل ومثله الأنثى تضحية كبيرة في سبيل التكاثر ، فالذكر المجنح يموت بعد فترة قصيرة من التزاوج . أما الأنثى فتبحث عن مكان مناسب لإنشاء المستعمرة وعندما تجد هذا المكان فان أول عمل تقوم به هو التخلي عن أجنحتها . وبعد ذلك تسد مدخل المكان وتظل كامنة داخله لأسابيع وحتى الشهور دون أكل أو شرب . وتبدأ بوضع البيض باعتبارها ملكة المستعمرة . وتتغذى في هذه الفترة على جناحيها الذين تخلت عنهما . وتغذي أول اليرقات بإفرازاتها هي وهذه الفترة تعتبر الوحيدة بالنسبة للملكة التي تعمل فيها لوحدها بهذا الجهد والتفاني ؛ وهكذا تبدأ الحياة بالمستعمرة ؛
* إذا حدث هجوم مفاجئ من قبل الأعداء على المستعمرة تقوم العاملات ببذل ما بوسعهن للحفاظ على حياة الصغار . ويبدأ النمل المقاتل بالتحرك صوب الجهة التي هجم منها العدو ومجابهته فورا . أما العاملات فتسرع نحو الغرف التي توجد فيها اليرقات لتحملها بواسطة فكوكها إلى مكان معين خارج المستعمرة لحين انتهاء المعركة ؛ والمتوقع من حيوان كالنمل في مثل هذا الموقف العصيب أن هذا الموقف العصيب أن يفر هاربا ويختفي فيه عن أنظار الأعداء ، ولكن الذي يجري في المستعمرة غاية في التضحية والتفاني من أجل سلامة المستعمرة , فلا النّمل المقاتل ولا حراس البوابة ولا العاملات يفكرون في أنفسهم فقط ، فالكلّ يفكّر في المستعمرة بأكملها ، وهذا ديدن النّمل منذ ملايين السنين .
و بلا شك فإنّ الأمثلة سالفة الذّكر تعتبر أمثلة محيرة من عالم الأحياء , والمحير فيها أنّ هذه الأنماط السّلوكية صادرة عن كائنات حيّة صغيرة كالنمل وهو ما يصادفه الإنسان في حياته اليومية دون أن يشعر بتفاصيل حياة هذا المخلوق . ولو دققنا في هذه التفاصيل لوجدنا أمورا عجيبة وغريبة تجبرنا على التفكير بروية في ماهيتها ؛ لأن هذه الحيوانات تمتاز بوجود جهاز عصبي دقيق للغاية ومخّ محدود الحجم ؛ والارتباطات العصبية مع هذا تقوم بسلوكيات لا يمكن القول عنها إلاّ أنها شعورية محض ، والسبب كونها منفذة مطيعة لما أمرت به أن تنفذه منذ ملايين السنين دون فوضى أو إهمال أو تقصير ، وما هذا الأمر المنفذ بحذافيره إلا إلهام إلهي من الخلاق العليم جل جلاله . وهذا الانقياد التام من الكائنات الحية للخالق عز وجل يصوّر من قبل القرآن كما يلي : {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} سورة آل عمران ﴿٨٣﴾