عبد الله بن راشد عضو متألق
عدد الرسائل : 77 العمر : 51 البلد : الامارات الوظيفه : صائغ المزاج : اللحمد لله السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 06/04/2010
| موضوع: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو الجمعة أكتوبر 15, 2010 6:55 pm | |
|
الحلقة الأولى مقدمةٌعلم النحو علمٌ شريفٌ, وله فوائد كثيرة, مِنْ فوائده: 1. أنه يعين على فهم الكتاب والسُّنَّة. 2. تقويم اللسان عند النطق باللغة العربية الفصحى. 3. تقويم البنانِ عند الكتابة. إلى غير ذلك من الفوائد. لذلك كان فهم النحو أمرًا مهما جدًا, وللأسف الشديد قد أعرض الناس –إلا من رحم اللهُ- عن علم النحو بل وعن علوم اللغة العربية, وشُغِلوا باللغات الأجنبية, وأصبحت اللغة العربية لا تُدْرَسُ إلا للاختبار, وبعد الاختبار تصير نسيًا منسيَّا, بل إنَّ بعضهم يسْخَر من علم اللغة العربية وممن يتعلمها, ونسيَ هذا المسكينُ أن هذه اللغة هي لغة القرآن والسنة, وأنَّ تعلُّمها من الدين, قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمة الله عليه-: "إن نفس اللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب فإن فهم الكتاب والسنة فرض ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب". اهـ سئل الشيخ ابن عثيمين عن حكم تعلم اللغة الإنجليزية في الوقت الحاضر, فأجاب فضيلتُه بقوله: "تعلُّمُها وسيلةٌ، فإذا كنت محتاجاً إليها كوسيلة في الدعوة إلى الله فقد يكون تعلمها واجباً، وإن لم تكن محتاجاً إليها فلا تشغل وقتك بها واشتغل بما هو أهم وأنفع، والناس يختلفون في حاجتهم إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن مثبت أن يتعلم لغة اليهود, فتعلم اللغة الإنجليزية وسيلة من الوسائل إن احتجت إليها تعلمتها وإن لم تحتج إليها فلا تضيع وقتك فيها". اهـ والحديث الذي أشار إليه الشيخ هو: عن خارجة بن زيد بن مثبت قال: قال زيد بن مثبت: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فتعلمت له كتاب يهود، وقال: "إني والله ما آمن يهود على كتابي" فتعلمته، فلم يمر بي إلا نصف شهر حتى حذقته، فكنت أكتب له إذا كتب وأقرأ له إذا كُتب إليه. أخرجه أبو داود، كتاب العلم، باب: رواية حديث أهل الكتاب، والإمام أحمد جـ 5 ص 186، والحاكم في (( المستدرك)) جـ 1 ص 75، وقال: (( حديث صحيح)) ووافقه الذهبي. والحديث علقـه البخاري في صحيحه، كتاب الأحكام، باب: "ترجمة الحكام وهل يجوز ترجمان واحد" بقوله: (( وقال خارجة بن زيد بن مثبت عن زيد بن مثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي صلى الله عليه وسلم كتبه، وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه)). وانظر: الإصابة جـ 1 ص 543. فالنبي -عليه الصلاة والسلام- أمر زيد بن مثبت أن يتعلَّم اللغة العِبْرية ولم يأمر الصحابةَ كلَّهم بذلك. وهذه بعضُ أقوال العلماء المعاصرين في أهمية علم النحو: قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله تعالى- حينما كان يتكلم عن منهجية طلَب العلم: "رابعًا: النحو, وما أدراك ما النحو, الذي لا يعرفه من الطلبة إلا القليل, حتى إنك لترى الرجل قد تخرج من الكلية وهو لا يعرف عن النحو شيئاً, يتمثل بقول الشاعر: لا بارك الله في النحو ولا أهله إذا كان منسـوبا إلى نفطويه أحـرقه الله بنصـف اسـمه وجعل الباقي صـراخاً عليه لماذا قال الشاعر هذا الكلام؟ الجواب: لأنه عجز عن النحو. ولكن أقول إن النحو بابه من حديد ودهاليزه قصب, يعني أنه شديد وصعب عند أول الدخول فيه، ولكنه إذا انفتح الباب لطالبه سهل عليه الباقي بكل يسر وصار سهلاً عليه، حتى إن بعض طلبة العلم الذين بدؤوا في النحو صاروا يعشقونه, فإذا خاطبتهم بخطاب عادي جعل يعربه ليتمرن على الإعراب، ومن أحسن متون النحو "المقدمة الآجرومية"، كتاب مختصر مركز غاية التركيز ولهذا أنصح من يبدأ أن يبدأ به". وقال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ –حفظه الله تعالى- وهو يتكلم عن المنهجية الصحيحة في طلب العلم: "لا علم بدون نحو, يقول ابن الوردي: جمِّلِ المنطق بالنحو فمنْ يحرم الإعراب بالنطقِ اختَبَلْ طالب العلم تجد كلامه مكسَّر!! هذا لا يصلح, كيف أأتمنه على فهم معاني الكتاب والسنة وهو لا يفهم النحو؟". وعلم النحو -كما مرَّ- في أوله صعبٌ وفي آخره سهلٌ, وقد مُثِّلَ ببيتٍ من قصب وبابه من حديد, يعني أنه صعبُ الدخول, لكن إذا دخلتَ سهُل عليك كل شيء, ولهذا ينبغي للإنسان أن يحرص على تعلم مبادئه حتى يسهل عليه الباقي. وأودُّ التنبيه إلى أهمية التدرُّب على الإعراب, لأن الإعراب عمدة النحو. وقد ألَّف العلماء في هذا العلم الشريف كتبًا كثيرة, منها المختصَر ومنها المبسوط, ومنها المنثور ومنها المنظوم, وقد خصّوا الناشئين في مضمار هذا العلم بمقدماتٍ, ومن ذلك: "المقدمة الآجرومية", وهذه المقدمة لمَّا كانت سلمًا سهلاً يرتقي عليه المبتدئون في هذا الفن؛ قام العلماء بشرحها, ما بين مختصِر ومُطِيلٍ ومتوسط. وها أنا أقدِّم لكم هذا الشرح لعِلِّي أساهم في إيصال هذا العلم الشريفِ إلى الناس بما عندي مِن عِلْمٍ –على قِلَّتِه-, وأسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد. ومَن وجد خطأً فلينبِّهْني عليه مشكورًا.
منهجي في الشرح: سأقوم -إن شاء الله تعالى- بشرح كلمات المتن كلمةً كلمة في أكثر الشرح, وأحيانًا أشرح المعنى العام للجمل, وأكتب كلمة "المتن" قبل بداية ما سأشرحه من كلمات أو جمل المتن, وأكتب كلمة "الشرح" أمام شرح الجملة أو الكلمة من المتن, وسيكثر اعتمادي في الشرح على طريقة السؤال والجواب؛ لأنها أنشط للذهن من الكلام سردًا, وسأدعمُ الشرح بذكْر بعض الأبيات لتسهيل حفظ بعض ما يمر علينا فيه, ولنْ أتعَّرضَ لذكْر الخلاف إلا نادرًا, وسأدعم الشرح بذكر الأمثلة معرَبةً؛ لأنه كما قيل: "بالمثال يتضح المقال", وقد استعنتُ في الشرح بكتبٍ سأذكر أسماءها قبل بداية الشرح ولن أتعرض لذكْر شيء منها خلال الشرح ابتغاء عدم الإطالة, وأحيانًا أنقل عباراتٍ بنَصها وأحيانًا أخرى أنقل مضمونَ عباراتٍ لا نصَّها وأحيانًا أنقلها باختصار أو بتصرف يسير (وذلك حسبما يقتضيه المقام), وسأضع في آخر كل باب بعض التدريبات للقارئ سيقوم بحلها بدون استعانة ثم بعد ذلك ينظر من يصحح له الأخطاء إن كان ثمة أخطاء.
مراجع الشرح: 1."التحفة السنية شرح المقدمة الآجرومية". تأليف: محمد محيي الدين عبد الحميد. 2. "الحلل الذهبية على التحفة السنية". تأليف: محمد الصغير بن قائد العبادلي المقطري. تقديم: الشيخ مقبل بن هادي الوادعي. 3. "مختصر مغني اللبيب عن كتب الأعاريب". تأليف: الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين. 4. "متممة الآجرومية في علم العربية". تأليف: شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرُّعَيْنِيّ المالكي الشهير بـ"الحطاب". 5. "شرح المقدمة الآجرومية". تأليف: الشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين. 6. "نظم المقدمة الآجرومية" وهما نظمان: أحدهما للعمريطي, والآخر لعبيد ربه الشنقيطي. 7. الدرة البهية في أهم التعريفات النحوية. تأليف: أبي عبد الله يحي بن محمد بن القاسم الديلمي. 8. "شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك". 9. "شرح ابن عثيمين على ألفية ابن مالك" 10. "الحدود في علم النحو" تأليف: أبي العباس أحمد الأبذي.
نبذة عن الماتن: هو محمد بن محمد بن داود الصنهاجي أبو عبد الله النحوي الشهير بـ"ابن آجُرُّوم" (نسبةً إلى قبيلة في البربر تسمى قبيلة بني آجروم), وهو من أهل فاس, كان إمامًا في النحو, وكان مقرئًا, وكان رجلًا صالحًا, وقد كان في النحو على مذهب الكوفيين, وصنف مصنفاتٍ وأراجيزَ في القراءات وغيرها, وله معلومات من فرائض وحساب وأدب, ولد -رحمه الله تعالى- عام 672 هـ وتوفي عام 723 هـ.
قال الإمام أبو قِلابة -رحمه الله-: " إنَّ مَثَلَ العلماءِ كَمَثَلِ النجوم التي يُهْتَدَى بها والأَعْلامِ التي يُقْتدَى بها فإذا تَغَيَّبَتْ تَحَيَّرُوا وإذا تركوها ضَلُّوا ". وقال الإمام الطحاوي -رحمه الله-: "وعلماءُ السلفِ مِنَ السابقين, ومَن بعدَهم من التابعين –أهلِ الخير والأثر, وأهلِ الفقه والنظر- لا يُذكَرون إلا بالجميل, ومَن ذَكَرهم بسوءٍ فهو على غير السبيل". | |
|
ساره كامل عضو مبدع
عدد الرسائل : 151 العمر : 35 البلد : مصر الوظيفه : مدرسه المزاج : كويس السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/04/2010
| موضوع: رد: شرح "المقدِّمة الآجُرُّوميَّة" في علم النحو الثلاثاء نوفمبر 02, 2010 7:06 pm | |
| | |
|